يوم السعادة العالمي: متعة السياحة الاستشفائية

على مر التاريخ كرّس الفلاسفة أوقاتهم بحثا عن مفهوم السعادة، في سبيل العثور على جوهرها ضمن تعريف واضح. بين أيدينا ونحن نحتفل بيوم السعادة العالمي الموافق لـ 20 مارس من كل عام، فرصة جديدة لكي نتعمق في العلاقة المتنامية بين مفهوم الصحة والعافية وفهمنا حول السعادة.

تتداخل مبادئ الصحة والاستشفاء مع السعادة بشكل واضح، في سعي دؤوب نحو تحقيق الرفاهية. حيث تسعى مبادئ الصحة والاستشفاء كمفهوم إلى تحسين صحتنا الجسدية والحسية والنفسية، وذلك عبر تجارب شمولية مختلفة، تتنوع ما بين العلاجات التكميلية الشاملة والطب الحديث، وصولًا إلى عادات أصيلة في خدمات المراكز الصحية (السبا) وممارسات التأمل. من المؤكد أن الصحة والاستشفاء كنمط حياة، يعتبر ضرورة ملحة لحياة أطول.

بدأت رحلتي الخاصة مع الصحة والاستشفاء منذ سنواتي الأولى، وبرزت بشكل أكبر خلال مشاركتي في الرياضات التنافسية، وشغفي بأنماط الحياة الصحية والنشطة. ومع تطور مفهوم الصحة والاستشفاء، تطوّرت فرص استيعابي له ولميزاته العديدة.

وبشكل متسارع، أصبحت الصحة والاستشفاء هدفًا رئيسيًا لرحلاتي المختلفة. وسواءً كان ذلك للاسترخاء أو للعمل، فإنني دائمًا أجد نفسي في وجهات فريدة، أعيش فيها مختلف الفلسفات والمنهجيات وطرق العلاج المبتكرة. انعكس هذا بشكل مباشر على صحتي النفسية ومستوى السعادة لدي بشكل إيجابي، ومنحني أيضًا فرص لإثراء عقلي بوجهات نظر جديدة.

بعد قرابة 15 سنة من العمل في الشركات، انتقلت لجنوب فرنسا للحصول على أسلوب حياة أكثر توازنًا، وأنشأت مركزًا متخصصا في مجال الصحة والاستشفاء، الأمر الذي قادني لـ "البحر الأحمر الدولية".

تم التواصل معي لقيادة استراتيجية الصحة، ما يؤكد تفاني "البحر الأحمر الدولية" في تحقيق مستوى أفضل من تجارب الصحة والاستشفاء للدوار. إن رؤية المملكة العربية السعودية رؤية ثاقبة، والناس هنا يريدون أن يكونوا جزءًا مما نقوم بإنشائه، ما يجعل العمل هنا مهمة خاصة.

اليوم، تنمو السياحة الاستشفائية بمعدل سنوي يبلغ حوالي 17%، ويعيد السوق السعودي تصور الصحة والاستشفاء من خلال عدسة السفر الفاخر، بحيث يتجاوز منظور الخدمات الاعتيادية المقدمة في المراكز الصحية (السبا) والمنتجعات، إلى دمج التراث الثقافي الغني والمناظر الطبيعية الساحرة، بالإضافة لتقنيات الصحة والاستشفاء المتطورة.

ومع التوقعات بأن تصبح "أمالا" وجهة العالم الأكثر رفاهية وتكاملًا للصحة والاستشفاء؛ فإن تركيز السعودية على تطوير خدماتها المقدمة في مجال السياحة الاستشفائية، يبرزها كلاعب رئيسي في المشهد العالمي فيما يخص السياحة الاستشفائية.

ومن أجل الاستمرار في رحلتي، فإن الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، يعد أمرًا بالغ الأهمية، لذا أحرص دائما على أخذ فترة راحة لنفسي. ومع تغيّر الأولويات مع مرور الوقت، يظل شعاري للصحة والاستشفاء في الحفاظ على قيمي الخاصة، الأمر الذي يجعلني أستمر في طريقي نحو الشعور بالسعادة.

ويمكن الاستدلال بكوني محاطة بالعديد من العلامات التجارية الرائعة في مجال الصحة والاستشفاء، بأنني أصبحت أكثر براعة فيما يتعلق بدعم عقلي وجسدي، وذلك باستخدام أفضل أساليب الاختراق البيولوجي من أجل مساعدتي في الكشف عن مختلف الطرق لرفع مناعتي والتركيز على صحتي العقلية، بالإضافة لإعادة شحن طاقتي عندما أحتاج.

كلي أمل أن يستمر العمل نحو أن تكون الصحة والاستشفاء في المستقبل، مصدر أمل وفرصة جديدة للأشخاص الذين يسعون للوصول إلى السعادة وتحقيق الذات، وأتمنى أن أرى السعودية تزدهر كوجهة عالمية للصحة والاستشفاء.