نظام المشتريات المركزي.. تعزيز وتمكين
بقلم: أمجاد العتيبي، مديرة مشاريع في قسم سلاسل التوريد في "البحر الأحمر الدولية"
في عالم السياحة المتجددة والتطوير الفاخر، تجذب الابتكارات المذهلة والعجائب المعمارية الأنظار. ولكن غالبًا ما يصنع التأثير الأكبر من قبل الأنظمة الأقل ظهورًا والتي تعمل خلف الكواليس. يُجسِّد نظام المشتريات المركزي في "البحر الأحمر الدولية" مثالًا حيًا على هذا المبدأ، حيث يعمل على تحويل عمليات سلاسل التوريد إلى مصدر للكفاءة والاستدامة وتمكين أهالي مناطق البحر الأحمر.
بناء نظام يحقق التميز
تم إنشاء نظام المشتريات المركزي في "البحر الأحمر الدولية" كخدمة مشتركة لتبسيط سلاسل التوريد لمشغلينا، بما في ذلك الفنادق، ومرافق أهالي المنطقة، وشركات البناء. من خلال توحيد مشتريات المواد الاستهلاكية مثل الأغذية والمشروبات واللوازم التشغيلية، نجح فريق عمل "البحر الأحمر الدولية" في تحويل عملية التوريد إلى ميزة إستراتيجية.
بفضل فريقنا المكون من 30 مختصًا، والذي يتمتع كل فرد منهم بخبرة في أصناف معينة، مثل المنتجات الطازجة، والسلع الاستهلاكية سريعة الاستهلاك، ومصائد الأسماك، تمكِّنا من بناء نظام يضمن وصول البضائع الأعلى جودة فقط إلى وجهاتنا. وتدعم هذه العملية مراكز توزيع متطورة مثل مركز جدة اللوجستي والمرافق الموجودة في الموقع مثل مركز حنك – بمنطقة تبوك - للتوزيع، وهو مركز توزيع في الموقع افتتحته "البحر الأحمر الدولية" حديثًا، حيث يتم فيه إجراء فحوصات جودة صارمة.
وكما يقول سيباستيان ديفوا، المدير الأول للمشتريات المركزية في "البحر الأحمر الدولية: "إننا نُوظِّف الوفرة المتأتية من شراء كميات كبيرة لتأمين وجود كل ما يلزم ضيوفنا وخدماتنا ومرافقنا، من مواد استهلاكية ومنتجات متخصصة، غذائية وغير غذائية. كما نُدير مخزوننا بكفاءة لضمان توفُّر المنتجات بالكميات والجودة المناسبة، وبأفضل قيمة مقابل التكلفة، سعيًا منَّا لتقديم تجربة استثنائية لزوارنا في جميع وجهاتنا".
التغلب على التحديات من خلال المركزية
بما أن معظم العملاء موجودون في مناطق متباعدة على طول ساحل البحر الأحمر في السعودية، فإن هناك العديد من التحديات اللوجستية التي يتعين التغلب عليها. وبدون نظام المشتريات المركزي، فإن الحجم الهائل من الشاحنات التي تسافر من وإلى هذه العقارات قد يؤدي إلى انخفاض الكفاءة، ومشكلات تتعلق بالجودة، بالإضافة إلى التأثير على البيئة بشكل كبير. ومن خلال دمج الشحنات وتحسين المسارات، نجحت الشركة في تقليل بصمتها اللوجستية مع تحسين موثوقية سلسلة التوريد واستجابتها.
يسمح لنا هذا النظام بالحفاظ على المرونة التشغيلية، والحصول على المنتجات داخليًا قدر الإمكان، وعالميًا عند الضرورة. ومن خلال إعطاء الأولوية للموردين السعوديين، عملنا أيضًا على تعزيز النمو الاقتصادي في منطقة تبوك ودعم مبادرات مثل تعاونية مزارع البحر الأحمر (تمالا)، التي تربط أكثر من 3,000 مزارع من أهالي المنطقة بسلسلة التوريد الخاصة بنا.
الاستدامة في الصميم
يلعب نظام المشتريات المركزي دورًا حيويًا في التزام "البحر الأحمر الدولية" بالاستدامة. فمن خلال الإدارة الدقيقة للمخزون وتحليل البيانات في الوقت الفعلي، يقلل النظام من الهدر، ويضمن توافق الطلبات مع الاحتياج الفعلي. وقد أدى هذا التركيز على الكفاءة إلى خفض التكاليف بنسبة 36% وتحسين كبير في مستويات الخدمة، مع زيادة معدلات الإنجاز في العام الماضي إلى أكثر من 90%.
علاوة على ذلك، يضمن نظام المشتريات المركزي أن الاستدامة ليست مجرد هدف تشغيلي بل نتيجة ملموسة. ومن خلال العمل بشكل وثيق مع الموردين المحليين والالتزام بمعايير الجودة الصارمة، أنشأت "البحر الأحمر الدولية" سلسلة توريد تراعي البيئة وتدعم مجتمعات مناطق البحر الأحمر.
وضع معايير جديدة للضيافة في السعودية
إن نظام المشتريات المركزي لشركة "البحر الأحمر الدولية" ليس مجرد إنجاز لوجستي، بل هو مبادرة إستراتيجية تؤكد على مهمتنا الأوسع المتمثلة في إنشاء وجهات مستدامة وفاخرة. ومن خلال زيادة الكميات، وضمان المراقبة الصارمة للجودة، والاستفادة من التقنيات المتقدمة؛ تضع الشركة معايير جديدة للتوريد في قطاع الضيافة.
وهذا النهج يسلط الضوء أيضاً على العنصر البشري الذي يقف وراء نجاحنا، بدءًا من مزارعي مناطق البحر الأحمر الذين تعمل "تمالا" على تمكينهم، وصولًا إلى أعضاء الفريق المتفانين الذين يديرون كل جانب من جوانب سلاسل التوريد الخاصة بنا. إنَّ نظام المشتريات المركزي لا يتعلق بالكفاءة فحسب، بل يتعلق بإحداث تأثير مفيد.
نظرة إلى المستقبل
ومع افتتاح منتجع "شيبارة"، أول منتجعاتنا التي نديرها بأنفسنا، أصبح لدينا الآن 5 منتجعات قيد التشغيل ومن المقرر افتتاح المزيد، كما نخطط لافتتاح 11 منتجعًا في جزيرة "شورى" وحدها عام 2025. ومع نمو محفظة مشاريعنا، أصبح نظام المشتريات المركزي الخاص بنا أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ يتيح لنا توسيع نطاق العمليات بسلاسة مع الحفاظ على التزامنا بالاستدامة والجودة ودعم المجتمعات المحلية.
وتتضمن خططنا المستقبلية توسيع هذا النموذج ليشمل مناطق أخرى، بما في ذلك الرياض، للاستفادة بشكل أكبر منه ومواءمته مع رؤية السعودية 2030. ومن خلال مواصلة الابتكار والتعاون، تمهِّد "البحر الأحمر الدولية" الطريق لعصر جديد من إدارة سلاسل التوريد المستدامة، وهو العصر الذي يدعم الأهداف التجارية والمصالح العامة.
عن "البحر الأحمر الدولية"
البحر الأحمر الدولية (RSG) هي شركة تطوير عقاري متكاملة رأسياً،
تمتلكمحفظة متنوعة من المشاريع في قطاعات السياحة، والسكن، والتجارب،
والبنية التحتية، والنقل، والرعاية الصحية، والخدمات. وتشمل هذه المحفظة
وجهات سياحية فاخرة تُعنى بالاستدامة، مثل "البحر الأحمر" التي
بدأت باستقبال الضيوف في عام 2023، و"أمالا" التي ستفتح أبوابها
للزوار في عام 2025.
أما الوجهة الثالثة، منتجع "ثُوَل الخاص"،فقد افتتحت عام 2024.
ولم تقتصر جهود الشركة على تطوير الوجهات السياحيةفحسب، بل عُهد إليها
أيضاً بأعمال تجديد مطار الوجه، التي تركِّز على تحديث مبنى المطار والبنية
التحتية القائمة، وبناء مبنى دولي جديد.
وتعتبر"البحر الأحمر الدولية" إحدى شركات صندوق الاستثمارات
العامة،وتمثل حجر الزاوية في طموح السعودية لتنويع اقتصادها. ومن خلال
محفظتهاالمتنامية من الوجهات والشركات التابعة والمشاريع، تسعى "البحر
الأحمرالدولية" إلى قيادة العالم نحو مستقبل أكثر استدامة، وإبراز كيف
يُمكنللتنمية المسؤولة أن تُحقق الازدهار للمجتمعات، وتُحفز الاقتصادات،
وتُعززالبيئة.
www.redseaglobal.com
للبحر الأحمر الدولية رؤية طموحة تتجسد في تطوير مشاريع تعتبر الأكثر
طموحًا في العالم، بما في ذلك الوجهات السياحية المتجددة الفاخرة مثل وجهتي
البحر الأحمر وأمالا.
عبر محفظة مشاريعها تبنّت الشركة المفاهيم والاستراتيجيات والتقنيات الأكثر
ابتكارًا لتقديم المشاريع التي تعزز بشكل فعال رفاهية العملاء والمجتمعات والبيئات.