النساء في ميدان العلوم: بناء الجسور وكسر الحواجز
بينما نحتفي باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، يجب أن نشير إلى الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في دفع عجلة الابتكار، وتحقيق الإنجازات، وإلهام الآخرين، لاسيما الفتيات الصغيرات، في ميدان العلوم.
كعالِمة سعودية، بدأت رحلتي مع العلم مبكرًا. والدتي، التي تعد عالمة أيضًا، غرست في عائلتنا تقديرًا عميقًا للعلم والتعليم. وقد حصلت على درجة الدكتوراه في علم المحيطات الفيزيائي من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST)، ثم سَلكت مسارًا قل من يسلكه مدفوعةً بالرغبة في استكشاف أسرار المحيطات والمساهمة في المجتمع العلمي.
يضم علم المحيطات الفيزيائي مجموعة متنوعة من التخصصات، فهو يدرس الخصائص الفيزيائية والكيميائية للبحار والمحيطات في العالم، مما يسمح لنا بفهم التفاعلات المعقدة بين المحيطات والغلاف الجوي والحياة البحرية، وفي نهاية المطاف يعطينا فهمًا أوسع لتغير المناخ والنظم البيئية البحرية والكوارث الطبيعية.
بعد أن تلقيت تعليمي بالكامل في المملكة العربية السعودية، فأنا فخورة بكوني سعودية الصنع 100٪ وأول شخص في الشرق الأوسط يحمل درجة الدكتوراه في علم المحيطات الفيزيائي، كانت رحلتي مدفوعة بدعمٍ لا يتزعزع من والدي الراحل، الذي كان إيمانه بقدراتي هو الدافع وراء إصراري على التغلب على التحديات والسعي لتحقيق التميز في مجال عملي.
كان إطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بمثابة لحظة محورية في مسيرتي المهنية، حيث فتحت لي الأبواب أمام فرص غير مسبوقة ومكنتني من تحقيق شغفي بعلم المحيطات. ومن خلال التعاون مع مؤسسات مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والمساهمات في المنظمات الدولية مثل المنظمة البحرية الدولية، وعملي في مجال التنمية البيئية في "البحر الأحمر الدولية"، أسعى جاهدةً لعرض قدرات المملكة العربية السعودية وخبراتها على الساحة العالمية.
فمن خلال عملي كمدير أول في مجال مراقبة الجودة البيئية، واجهت تحديات وفرصًا جديدة لتطبيق خبرتي العلمية في الواقع. لقد زودتني هذه الفرصة ببيئة داعمة وحرية استكشاف مسارات وظيفية متنوعة تتجاوز البحوث التقليدية والأوساط الأكاديمية.
فأنا أتولى قيادة عملية رصد المعايير البيئية البحرية والبرية (غير الحية) داخل منطقة البحر الأحمر وأساهم في بناء معلومات قائمة على أساس علمي لإدارة البيئة وتحديد المخاطر وتتبعها، حيث تساعدنا المعلومات التي تم جمعها في بناء وجهاتنا مع وضع الإنسان والطبيعة في المقام الأول لضمان استمتاع الزوار بتجربة مستدامة وعالية الجودة.
تمثل "البحر الأحمر الدولية" أكثر من مجرد شركة ضيافة، فهي بمثابة منصة للعلماء مثلي للتطور وتقديم مساهمات ذات مغزى لمجتمعاتنا. فمن خلال تبني التنوع ودعم المرأة في مجال العلوم، يمكننا النهوض بمجتمع علمي أكثر شمولًا وحيوية للأجيال القادمة.
ونظرًا لكوني امرأة سعودية في مجال العلوم، فأنا شغوفة جدًا لإلهام الشباب السعودي، لاسيما النساء، لتحقيق أحلامهن واغتنام الفرص المتاحة لهن. أهدف من خلال عملي إلى إلغاء الصور النمطية وتمكين الشابات من متابعة أدوار القيادة العلمية، ليصبح لهن دورًا بارزًا في التغيير في مجتمعاتهن.
يعد تسليط الضوء على القياديات والنماذج النسائية أمرًا بالغ الأهمية لإلهام الفتيات في مقتبل العمر للدخول في المهن العلمية والبحثية. وقد أشعلت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، التي التقيت بها خلال إطلاق مبادرتها "ويف" لتسريع جهود تجديد المحيطات، إيماني بأهمية وجود نماذج قيادية يحتذى بها. ونظرًا لتأثيرها الإيجابي على مجتمعها ندرك أهمية وجود نماذج قوية لتشجيع المزيد من النساء على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أحلامهن.
ومن منطلق التزامي برعاية الجيل القادم من العلماء، تعاونت مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في برنامج دبلوم الدراسات العليا الذي يهدف إلى تمكين الخريجين السعوديين وتزويدهم بالمهارات المرتبطة بهذه الدراسات والتخصصات. وتجسد هذه المبادرة روح الابتكار والتعاون الذي يدفع المشهد العلمي في المملكة العربية السعودية إلى الأمام.
أعتقد أن كل فرد لديه رسالة لمشاركتها ومساهمة قيّمة يقدمها للعالم. فمن خلال الانضباط والعاطفة والمثابرة يمكننا تحويل أحلامنا إلى حقيقة، ودفع التقدم والابتكار في مجالات تخصصنا.
بينما أواصل العمل في مجال العلوم والتكنولوجيا بمرونة وإصرار، آمل أن أرى المزيد من الشابات متمكنات في المهن العلمية، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
عن البحر الأحمر الدولية
البحر الأحمر الدولية (www.redseaglobal.com) هي شركة مساهمة مقفلة مملوكةبالكامل من قبل صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية.وهي مطور عقاري متكامل رأسيًا وتتمتع بمحفظة مشاريع متنوعة تشمل السياحةوالسكن والتجارب الفريدة والبنية التحتية، والنقل، والرعاية الصحية،والخدمات. ويشمل ذلك الوجهات السياحية الفاخرة والمتجددة، وجهة البحرالأحمر، والتي بدأت باستقبال ضيوفها في عام 2023، ووجهة أمالا، التي لاتزال على المسار الصحيح لاستقبال أوائل زوارها في عام 2025. سيتم افتتاحوجهة ثالثة، وهي "منتجع ثول الخاص" هذا العام، بالإضافة إلىإسناد أعمال تجديد "مطار الوجه" التي تركز على تجديد الصالةالحالية وتحسين البنية التحتية القائمة، حيث تقوم "البحر الأحمرالدولية" بإنشاء صالة دولية جديدة. تعتبر "البحر الأحمرالدولية" حجر الأساس في طموح المملكة العربية السعودية لتنويعاقتصادها. تسعى البحر الأحمر الدولية، عبر محفظتها المتنامية من الوجهاتوالشركات التابعة لها، لقيادة العالم نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث يُظهركيف يمكن للتنمية المسؤولة أن ترتقي بالمجتمعات، وتدفع عجلة الاقتصاد،وتعزز البيئة.
للبحر الأحمر الدولية رؤية طموحة تتجسد في تطوير مشاريع تعتبر الأكثر
طموحًا في العالم، بما في ذلك الوجهات السياحية المتجددة الفاخرة مثل وجهتي
البحر الأحمر وأمالا.
عبر محفظة مشاريعها تبنّت الشركة المفاهيم والاستراتيجيات والتقنيات الأكثر
ابتكارًا لتقديم المشاريع التي تعزز بشكل فعال رفاهية العملاء والمجتمعات والبيئات.