التقنية وأثرها على التنوع البيولوجي في البحر الأحمر
بينما نحتفل باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، نسلّط الضوء على بحيرة الوجه لأنها ليست مجرد بحيرة عادية، لكنها نموذج للبيئة البحرية المثالية، حيث تمتد البحيرة على مساحة شاسعة، وتحوي موائل طبيعية متنوعة، فأشجار المانغروف تغطي مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، بينما الأعشاب البحرية تمتد على مساحة 50 كيلومترًا مربعًا، وتغطي الشعب المرجانية الكثيفة ما يقرب من 100 كيلومتر مربع.
تمنحنا هذه البيئة البحرية المتنوعة العديد من المناطق الحيوية على نطاق واسع، بدءاً من الشعب المرجانية النابضة بالحياة للدلافين والأطوم المسالمة وأسماك الشفانين الظريفة. علاوةً على ذلك، تعد الجزر المنتشرة عبر البحيرة بمثابة أرض تكاثر حيوية لـ 25,000 زوج من الطيور البحرية وتوفر ملاذًا للسلاحف البحرية التي تبني ما يقرب من 600 عش كل عام.
وفي ظل هذه المنظومة البيئية الوفيرة والحساسة التي تحتاج إلى الحماية، كانت "البحر الأحمر الدولية" رائدة في الأساليب التقنية المبتكرة لرصد ودراسة وتنفيذ التدابير الوقائية لحماية المنظومة البيئية الغنية للبحيرة.
فمنذ عام 2021، سجلت الفرق المختصة بطيور البحر والجزر لدينا 23 نوعًا مهددًا بالانقراض بمختلف الدرجات، ستة منها تعتبر مهددة بالانقراض وأربعة مهددة بالانقراض بشكل كبير. وتشكل الفئة الأخيرة "ارتفاعًا كبيرًا للغاية في نسبة انقراضها في البرية" وفقًا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
وتعد حماية هذه الأنواع أمرًا ضروريًا، ولكن بعضها - التي تعتبر بحيرة الوجه ذات أهمية خاصة لها - أصبحت من أعلى أولويات الاهتمام البيئي لدى "البحر الأحمر الدولية". فعلى مدى العامين الماضيين، قمنا بجهودٍ كبيرة للحفاظ على صقور الغروب، والسلاحف البحرية الخضراء والسلاحف صقرية المنقار، والدلافين السنامية الهندية، والأطوم، وأسماك الحلاوي.
وعلى سبيل المثال، كان تركيب 30 عشًا اصطناعيًا لصقور الغروب في العامين الماضيين بمثابة أول استخدام ناجح لعش اصطناعي من هذا النوع على مستوى العالم، من خلال تتبع الأقمار الصناعية لـ 30 صقرًا ومراقبة المناطق التي تقضي فيها فصل الشتاء في مدغشقر وعودتهم، واكتشفنا أن البالغين عادةً ما يعيدون زيارة نفس الأعشاش كل عام، بينما يبحث الصغار بنشاط عن أماكن تعشيش مناسبة. ستكون هذه الطيور الصغيرة، التي دخلت للتو في صفوف التكاثر، هي الأكثر استفادة من التوافر المتزايد لمواقع التعشيش الجيدة التي توفرها أعشاشنا الاصطناعية.
بالنسبة للسلاحف البحرية، نعمل على تحسين جودة وسلامة شواطئ تعشيشها. وفي وقت سابق من هذا العام، قمنا بإزالة 44 طنًا من الحطام المتراكم منذ فترة طويلة من مواقع تعشيشها المهمة في جزيرتي "بريم" و "الوقادي".
كما أننا نعمل على استكشاف طرقٍ مختلفة لتحسين جودة شواطئ التعشيش ونراقب حركات السلاحف بشكل فعال. تهدف هذه المراقبة إلى تحسين فهمنا لموائل التعشيش الرئيسية ومناطق البحث عن الغذاء، والتي نتوقع أن يتم تعيينها كمناطق إدارية خاصة داخل منطقتنا البحرية المحمية.
بالنسبة لسمكة الحلاوي، لقد حددنا مناطق الحضانة الرئيسية حول جزيرتي "قمعان" و"عش الشرقي"، حيث يتكاثر هذا النوع في البحيرة بأكملها، وهي بمثابة ملاذ حيوي لهذه المخلوقات المهددة بالانقراض. وبالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، حصلنا على الاعتماد باعتبار البحيرة منطقة مهمة لأسماك القرش والشفنين في العام الماضي - وهي واحدة من ثلاث مناطق فقط على مستوى العالم تضم هذا الأنواع.
وبالنسبة لبعض الكائنات البحرية الأخرى، كالأطوم والدلافين السنامية، تعتمد الحماية الفعالة على الإدارة المكانية، والتي تشير إلى تحديد وإدارة مناطق البحث عن الطعام والراحة والإقامة الأساسية. ويتطلب هذا بيانات مكثفة لفهم توزيع وحركات وسلوكيات الأنواع المحلية، وهي مهمة، وغالبًا ما يتم الاستهانة بها من حيث التعقيد والحجم.
نحن في "البحر الأحمر الدولية" محظوظون بوجود أفراد متفانين للغاية يستفيدون بشكل محترف من التقنيات المتقدمة الضرورية لإدارة المنظومة البيئية المحلية الواسعة والمعقدة. ولا يشمل ذلك التتبع عبر الأقمار الصناعية للطيور والسلاحف البحرية لفهم تحركاتها وبيئة تعشيشها فحسب، بل يشمل أيضًا التتبع الصوتي لأسماك الحلاوي لتحديد مناطق حضانتها، فضلًا عن استخدام الطائرات بدون طيار، وأنظمة الذكاء الاصطناعي على نحو متزايد.
نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل مسوحات الشعب المرجانية، حيث يقوم فريقنا بمسح أكثر من 180 موقعًا للشعب المرجانية كل عام. وحتى وقت قريب جدًا، كان الأمر يستغرق عدة أشهر حتى يتمكن الإنسان من تحليل آلاف الصور الناتجة عن تلك الاستطلاعات، مما يجعل من المستحيل تقريبًا بالنسبة لنا الحفاظ على هذا المستوى من المراقبة.
ولكن من خلال استخدام أداة للتعلم الآلي تسمى "كورال نت"، يمكننا تحليل كل تلك الصور تلقائيًا بين عشية وضحاها. ولا يزال تطوير أنظمة موثوقة يستغرق وقتًا طويلًا؛ وفي هذه الحالة، قمنا باستخدام بيانات أنشئت يدوياً تتكون من 1,500 صورة ثم تحققنا من صحتها لتكون معادلة لأفضل نتائج التحليل البياني بواسطة الإنسان. ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي التحليلي وتقنية المسح الآلي يتطوران بسرعة، مما يعد بإحداث تحول في المراقبة البيئية والحفاظ عليها على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وبالنظر إلى المستقبل، ومع استمرارنا في كشف تعقيدات هذا المنظومة البيئية الفريدة، يظل التزامنا بحماية التنوع البيولوجي في البحر الأحمر ثابتًا للأجيال قادمة.
عن "البحر الأحمر الدولية"
البحر الأحمر الدولية (RSG) هي شركة تطوير عقاري متكاملة رأسياً،
تمتلكمحفظة متنوعة من المشاريع في قطاعات السياحة، والسكن، والتجارب،
والبنية التحتية، والنقل، والرعاية الصحية، والخدمات. وتشمل هذه المحفظة
وجهات سياحية فاخرة تُعنى بالاستدامة، مثل "البحر الأحمر" التي
بدأت باستقبال الضيوف في عام 2023، و"أمالا" التي ستفتح أبوابها
للزوار في عام 2025.
أما الوجهة الثالثة، منتجع "ثُوَل الخاص"،فقد افتتحت عام 2024.
ولم تقتصر جهود الشركة على تطوير الوجهات السياحيةفحسب، بل عُهد إليها
أيضاً بأعمال تجديد مطار الوجه، التي تركِّز على تحديث مبنى المطار والبنية
التحتية القائمة، وبناء مبنى دولي جديد.
وتعتبر"البحر الأحمر الدولية" إحدى شركات صندوق الاستثمارات
العامة،وتمثل حجر الزاوية في طموح السعودية لتنويع اقتصادها. ومن خلال
محفظتهاالمتنامية من الوجهات والشركات التابعة والمشاريع، تسعى "البحر
الأحمرالدولية" إلى قيادة العالم نحو مستقبل أكثر استدامة، وإبراز كيف
يُمكنللتنمية المسؤولة أن تُحقق الازدهار للمجتمعات، وتُحفز الاقتصادات،
وتُعززالبيئة.
www.redseaglobal.com
للبحر الأحمر الدولية رؤية طموحة تتجسد في تطوير مشاريع تعتبر الأكثر
طموحًا في العالم، بما في ذلك الوجهات السياحية المتجددة الفاخرة مثل وجهتي
البحر الأحمر وأمالا.
عبر محفظة مشاريعها تبنّت الشركة المفاهيم والاستراتيجيات والتقنيات الأكثر
ابتكارًا لتقديم المشاريع التي تعزز بشكل فعال رفاهية العملاء والمجتمعات والبيئات.